الأربعاء، 8 يناير 2014

ضمير محشي

(ضمير غائب)

الكلمات التي كانت تخرج من رجال التاريخ بمثابة القسم الذي لايقطع إلا بقطع الأعناق..
كلمات قليلة مدوية يبدد نورها الظلماء أو تراق حولها الدماء..
إذا خرجت الكلمة اختفى التردد واشتعل العزم..
فيوم أن كاد المتنبي أن يفرّ من قتلته ناداه خادمه قائلاً: ألست القائل:
الخيل والليل والبيداء تعرفني
والسيف والرمح والقرطاس والقلم!!
قال المتنبي : قتلتني قتلك الله..!!
كانت الكلمات في زمانهم بمثابة العهد والوعد..!! فكيف كان العهد والوعد؟!!

(ضمير مستتر)

لا أظن التاريخ سيروي شيئاً عن زمننا الحاضر..
وما عساه يقول أو يكتب؟!
العار والخذلان والذل والتفرّق والتراجع والجبن والغفلة والجهل والغش والفساد و و و..
لو شاء الكتابة عن يوم من تاريخنا فسيبدأ بالكتابة عن صباح ذاك اليوم وأعدكم لن يصل إلى مساءه إلا وهو مصاب بنوبة قلبية..
هذا إن استطاع أن يبدأ!! وكيف يبدأ في الكتابة وهو مطأطأً رأسه ودموعه ساخنة والأضواء مطفأة خشية أن يراه أحد وهو يدون هذا الكم من الكآبة..
ومن أين يبدأ أصلاً؟ من تسلط أعداء الدين أم تقليدنا للغرب المشين أم تفرق المسلمين ؟!!
ولكني متأكد أنه لو كتب سيجعل تمهيد ما يكتبه  عن سباتنا العميق أو ما يسميه رجال التاريخ.. موت الضمير.. 

 (ضمير محشي)

خواطرنا تُملى علينا بكرة وعشياً..
إعلامنا هو الناطق الرسمي لنا.. مع أنه لا يمثلنا..
وكيف يمثلنا ونحن في الأصل لا نمثل أنفسنا..
حتى أنّ نشرة الأخبار قدمت تهنئةً عني وأنا نائم!!
موقفي من قضايا الأمة ثابت إعلامياً ومتزعزع في مجالسنا..
إن أردت أن أشكو حالي أنبني ضميري..
كيف تشكو والعالم يعلم أنك بخير وتنعم بحياة كريمة؟!
يا إعلامنا..
إن سلبتوا منا الضمائر.. فهنيئاً ولكن..
أتركوه فارغاً.. لا أريده محشي..

(ضمير متكلم)

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ* كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} [سورة الصف]